سوق يومي ومطاعم هوائية
مدينة سلا المغربية مشهورة بأسوارها
وبسبب هذه الوفرة العددية للناس، الذين يعبرون يوميا، ينتصب على ضفاف النهر سوق صغيرة على هامش "محطة" الزوارق، يبيع فيها الناس ويشترون مما ينتجه البحر، ويعيد استثماره أهل البر، وهو ما يكشف عن طبيعة الروح الشعبية والاجتماعية للمغاربة، فهذا يبيع السمك المقلي أو المشوي مع قطع الخبز، وهذا يوفر البيض، وذاك يهيئ المقليات من بطاطس وباذنجان وغيرها، والآخر يبيع ثمار جهد ليله من صيد السمك، بمختلف أنواعه وهكذا.
غير أنه بفعل إقبال أصناف "استثنائية" من العابرين لهذا المكان، أو الزائرين له، وهم من السياح، الذين يفترض أنهم "منتفخة" جيوبهم أموالا، كما ترسم صورتهم المخيلة الشعبية، فلذلك بدأت مظاهر "طبقية" على "سوق" أبي رقراق. فقد غزت المكان مطاعم راقية، تعرض "بضاعتها" على الهواء الطلق، على مرأى من النهر والبحر والنوارس، التي تحلق غير بعيد.
وغالبا ما يكون رواد هذه المطاعم الراقية من السياح أو الميسورين من المغاربة. وهي وإن كانت تقدم نفس المأكولات مما يهديه البحر لجيرانه، إلا أنها تمتاز بنوعية الخدمة، حيث صار المكان مزودا بمظلات واسعة، وأماكن استقبال نظيفة مظللة، وكراسي فاخرة وموسيقى.. وهكذا يظهر المغاربة باعتبارهم شعبا مقبلا على الحياة باحتفالية عجيبة سائر تفننهم في ترقيق نمط الحياة وتجويده بقدر ما يستطيعون.